اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي الجزء : 1 صفحة : 59
يديه وقال: مثل عدد هذا. قال: وما يدريك؟ قال: مر من يعدّه. قال: فكم مقدار ما تستحق الشمس كل يوم على ابن آدم؟ قال: قيراطا، لأنّ العامل يعمل يومه إلى الليل فيأخذ ذلك في أجرته. قال: فما يفعل الله عزّ وجلّ كل يوم؟ قال له: أريك ذلك غدا. فخرج معه حتى أوقفه على أحد وزرائه الذي أقعده القرموسيّ مكانه، فقال: إنه يفعل الله عزّ وجلّ في كل يوم كما فعل بهذا يعزّ أقواما ويذلّ أقواما، ويحيي قوما ويميت قوما، ومن ذلك: إنّ هذا وزيرا [1] من وزرائك قاعدا [2] يعمل على قرموسي، وأنا على دابّته من دوابّ الملوك وعليّ لباس من لباسهم. وهذا فلان بن فلان - عن ولد ذلك الملك - قد أغلق عليك مدينة منف، فرجع مبادرا، (فإذا) [3] مدينة منف قد أغلقت ووثبوا مع الغلام على بوله فخلعوه، فبقا موسوس [4]، ويقعد على باب مدينة يتوسوس ويهذي، فلذلك قول القبط إذا تكلّم أحدهم بما لا يريد ويزيد في الكلام قال:
شحناك من بوله. يريد بذلك الملك لوسوسته. والله أعلم.
ثم لما خلعوه وهلك ملّكوا ولده مرينوس [5] زمانا، ومات [6].
فملك ولده قرقورة ستين سنة، ومات [7].
فملك أخوه لقاش [8] دهرا طويلا، ثم هلك لقاش ابن مرينوس،
فملك بعده قوميس ابن لقاش [9] دهرا طويلا. وهو الذي غزاه بخت نصّر وقتله وأخرب ديار مصر [10].
[خبر بخت نصّر]
وكان سبب ذلك دخول بخت نصّر إلى مصر أنه قدم إلى بيت المقدس، وهو من ولد إفريقين ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. [1] الصواب: «وزير». [2] الصواب: «قاعد». [3] كتبت فوق السطر. [4] الصواب: «فبقي موسوسا». [5] في نهاية الأرب: «وينوس». [6] فتوح مصر 1/ 91، 92، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 140، المواعظ والاعتبار. [7] فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140. [8] في فتوح مصر «لقاس» ونهاية الأرب «بغاس»، وفي المواعظ والاعتبار، والنجوم الزاهرة «نقاس». [9] في النجوم الزاهرة: «قويس بن نقاس» وفي صبح الأعشى: «بغاش»، وفي مروج الذهب: «نقاس». [10] فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140، النجوم الزاهرة 1/ 59، مروج الذهب 1/ 364، صبح الأعشى 3/ 416.
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي الجزء : 1 صفحة : 59